نعاني نحن العرب، من مشكلة كبيرة، تتمثل في تقديس الماضي ورموزه، بسيئاته وحسناته،
وتقزيم كل ما يأتي الحاضر به امامه... فالمجتمع العربي لا يزال مشدودا بحنين كبير الى ماضيه،
ولعل هناك من يطرح فكرة جديدة، او كلمة مفيدة (جديدة)، لا يجد امامه غير الرفض والعناد والتسفيه...
اما ما قاله الماضون فهو كلام خبير لا يمكن الاتيان بمثله، وكلامهم وافعالهم تكاد ان تحاط بهالة من القدسية...
لماذا لم نتمكن من وضع الاليات السليمة لربط الماضي بالحاضر... لا نقطع عن تراثنا، لكن في نفس الوقت لا نظل نعيش في وهم زمان غير
زماننا؟
هل نمتلك الشجاعة والجرأة للاعتراف بنقاط العجز؟
فلا زلت اقرأ في هذا المنتدى ومنتديات اخر، اراء تصور الحاضرين اقل قيمة وقدرة من الماضيين، وكأن السبب يكمن في تركيبتنا
البايلوجية،
رغم انها ينبغي ان تكون موروثة!
لماذا لا نكون شفافيين مع تاريخنا وماضينا... هل ان السبب يكمن في اننا لا نريد ان نصطدم ببعض الحقائق؟
لماذا لا نثق بأنفسنا ونختبر الافكار الجديدة، لماذا نرفض كل ما يأتي من خارج محيطنا، ونضعه في دائرة المؤامرة الخبيثة؟!
لما لا نحاول ان نفككه الى جزئياته، ونأخذ ما يبدو لنا مفيدا ونترك ما يبدو غير ذلك؟
وانا اكتب الان لا اعرف لماذا خطرت في ذهني رحلة محمد عبده الى اوربا، وتقييمه النهائي لسبب فشلنا ونجاح الاخر. اذ قال
ما مفاده ، اننا اخذنا من المسيحية قيم التواكل والزهد والغيبيات، وتركنا قيم العمل والعلم التي اكد عليها الاسلام، في الوقت الذي اخذ بها
الغرب المسيحي
فارتقى بها وانشأ حضارته التي نقف امامها مذهولين.
كما حضرني ما قاله الجبرتي وهو يدخل مختبرا، جاء به المحتلين الفرنسيين، وشاهد تجربة كيمائية بسيطة، فاثارت دهشته وعلق
عليها بالقول: هذا ما لا تسعه عقول امثالنا...
ومن ثم هل المشكل يكمن في الماضي (المقدس)، ام في عقولنا كما يقول الجبرتي
ام في تركنا قيم الاسلام الكبيرة والجوهرية، والتشبث بدلا عنها بالجزئيات والفرعيات الخاضعة للتاويلات والتفسيرات
فتركنا جوهر الاسلام،
ورحنا نتصارع ونتقاتل على فرعيات وتفسيرات
ضاع في ضبابها ودخانها
الاسلام الحقيقي
وضاع المسلمين
...
عدل سابقا من قبل nabil في الجمعة 9 مايو - 10:33:27 عدل 1 مرات