nabil- المدير العام
عدد الرسائل : 704
العمر : 37
الموقع : في المنتدى
العمل/الترفيه : Opérateur
المزاج : Tranquilo
رقم العضوية : 01
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
من طرف nabil الجمعة 7 ديسمبر - 12:34:00
عمر بلخمار |
استوحيت عنوان هذا العمود من الفيلم المصري المشهور »لك يوم ياظالم« (1951) للمبدع الراحل المخرج والأستاذ صلاح أبوسيف وبطولة فاتن حمامة ومحمود المليجي، لأنه يلخص ما يجري من أحداث في الفيلم المغربي الجديد »ريح البحر« (بالعربية)، و»رائحة البحر« (بالفرنسية) أي PARFUM DE MER« (120 دقيقة) الذي يعرض حاليا في بعض القاعات ببلادنا، وكان مقررا أن يعرض في قاعة »النهضة« بالرباط أيضا لولا إغلاقها وبيع العمارة التي توجد بها. |
المنتج والمخرج المغربي عبد الحي العراقي هو الذي قام بإخراجه، واختار له مجموعة من الممثلين المرموقين للمشاركة في بطولته، من بينهم محمد خيي، السعدية لاديب، محمد مروازي، إدريس الروخ، سعيد باي، وعلى رأسهم الممثل المقتدر محمد مجد (محمود) الذي يبدو في بداية الفيلم يغادر البحر ماشيا في الماء بحذاءيه وملابسه وآلة العود في يده اليمنى، وهي لقطة جميلة بشكلها وأنغامها كان للمؤثرات الخاصة دورا في إنجازها مثل ما هو الشأن بالنسبة للقطات أخرى.
الفيلم اجتماعي مظلم ومأساوي، يتناول قصة الصياد »الرايس السّيمُو« (محمد خيي) الذي كان يعيش في سعادة مع أسماكه وابنته الصغيرة وعشيقته المعلمة نعيمة (السعدية لاديب)، ولكن حياته ستتحول فجأة إلى مأساة ومعاناة بعد مقتل ابنته في حادثة سير أثناء نزهة بالغابة. القاتل الذي صدم ابنته بالسيارة لاذ بالفرار، هو الشاب »فاضل« (سعيد باي) المعجب بنفسه والذي يعتبر نفسه فوق القانون لأن أخته المدللة متزوجة بالفاسد »إدريس« (محمد مروازي) الذي يرأس عصابة إجرامية متخصصة في ترويج المخدرات على الصعيد الدولي، وله أيادي طويلة في أوساط نافذة يرشيها بأمواله الطائلة. سيتعرف الرايس السيمو على قاتل ابنته، وسيتقدم بشكاية ضده إلى القضاء رغم الإغراءات المالية والتهديدات، ولكن فساد العدالة سيؤدي إلى تبرئة القاتل وإدخال الرايس السّيمو (الضحية) إلى السجن.
سيخلف هذا الحكم الجائر تذمرا عميقا وسخطا عارما في الرايس السيمو وزملائه الصيادين، الأمر الذي سيدفع بهم إلى الانتقام من الفاسدين إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل، ويتحول الفيلم إلى حرب معلنة بين الطرفين، حرب تسقط الأرواح فيها تباعا، تنطلق بمقتل القاتل وتنتهي بمبارزة ثنائية بين الرايس السّيمو ورئيس العصابة الإجرامية »إدريس « مثل ما يحصل في أفلام العنف والعصابات التي تنتهي دائما بانتصار الأخيار على الأشرار. الفيلم يندد بسلطة الفساد واستسلام العدالة لها، يندد بالظلم وقهر البسطاء والضعفاء، يشير إلى طغيان الفساد وانعدام العدالة ومشروعية الانتقام، وهو موضوع ليس جديدا من ناحية النوع بل أصبح من المواضيع المستهلكة والعادية، هو موضوع كان يحتاج إلى طريقة غير عادية في كيفية تناوله وحكيه ليصبح متميزا وأكثر قوة وإثارة، كان يحتاج إلى الغوص في العمق أكثر، والقوة في البناء الدرامي للأحداث والشخصيات كي يحرك وجدان المشاهد وعواطفه. تدور أحداث الفيلم في واقع يجمع بين عدة متناقضات، ولكنه واقع يبدو في الفيلم منغلقا على نفسه، أي أن أغلب فضاءاته لايؤثثها سوى المشاركين في الفيلم، مما يولد الشعور كأنه واقع مفبرك وليس طبيعيا. يلاحظ أيضا أن حالات أغلب الشخوص تتطور بشكل غير محكم، بل تتقلب حالاتهم فجأة دون تمهيد أو تدريج في بنائها.
الفيلم لايخلو من لقطات مجانية كان يمكن الاستغناء عنها، ولا يخلو من بساطة وسذاجة في تفسير الواضحات التي لاتحتاج إلى تفسير ويتميز أكثر بجودة التشخيص لكل المشاركين فيه، وجودة التصوير من إنجاز الفنان عبد الكريم الدرقاوي الذي يشخص في إحدى لقطاته دور الطبيب، يلاحظ أن جهدا ملموسا بذل فيه لإخراجه من ما هو معتاد، وأشير على سبيل المثال إلى مبادرة الاحتفال بالمآسي من خلال الجمع بشكل متوازي بين المأساة وبعض الأغاني وإيقاعات الرقصات والأهازيج المغربية، أغاني تعتمد على آلة العود والهجهوج، والبندير والطبيلة من بينها مطلع إحدى أغاني ناس الغيوان، وهو فيلم لابأس به على العموم، وهو الفيلم الطويل الثاني للمخرج عبد الحي العراقي بعد فيلمه السابق »منى صابر« (2001)، مع الإشارة إلى أن صلة الوصل بينهما هو إسم محمود صابر المبحوث عنه في الفيلم الأول والحاضر في الفيلم الثاني في شخص الممثل محمد مجد الذي يحمل فيه هذا الإسم |
|